بسم
الله الرحمن الرحيم
الجزء الثالث
(2) الإعلان عن تأسيس الإتحاد الدستوري الليبي
توطئة ..
من المهم أن يعرف القارىء الكريم، أنني طوال فترة إتصالاتي التى
أجريتها برموز المعارضة الليبية فى الخارج، بخصوص الإعلان والتعريف
بتأسيس الإتحاد الدستوري الليبي، لم يحدث إطلاقاً أن أنتقدت أو تهجمت
على أي من هؤلاء الرموز والأشخاص، حتى فى الحالات التى تطاولوا فيها
على شخصي وأسرتي، وصبوا جم إنتقاداتهم الباطلة على توجهي المعروف.
فقد عصمت نفسي ولساني وقلمي
عن الرد على أؤلئك البعض الذين خرجوا عن أصول النقد الإيجابي وانساقوا
وراء التلحّف بجبروت العزة بالأثم، التى دفعتهم لأن يتخذوني عدواً لهم،
وما كُنت لهم بعدوٍ، فقد مددت يدي بالسلام والمودة، لأجل توحيد الصفوف
تحت مظلة واحدة، قادرة بخطها النيّر على تحقيق هدف الجميع فى نصرة
بلادنا وتخليصها من براثن الحكم الفاسد.
وحتى عندما أضطررت فى مرة أو اثنتين للرد على من تمادوا فى غي مهاجمتي
ونقدي بالباطل، فقد تم ذلك فى حدود اللياقة السليمة ووفق الآداب
الحميدة.
وبينما أُكرر القول ـ هنا ـ بأن غرضي من كتابة هذه المقالة هو التسجيل
والتوثيق لأحداث ومواقف هامة من تاريخنا المعاصر، فأني فى نفس الوقت
أؤكد على أني قد حرصت أن تتم كتابتها
ونشرها ومعظم الأشخاص الذين شاركوا
فى أحداثها لايزالون على قيد الحياة.
وذلك إنطلاقاً من مبدأ ترسيخ الأمانة فى التوثيق، التى تتطلب مني إتاحة
الفرصة لمن يرغب من الأشخاص فى حق الرد على ما جاء من معلومات ـ فى
نصوص هذه المقالة ـ تخص مواقفهم المعنية، سواء بمحاججتها أو التأكيد
عليها أو الإضافة لها.
وفى المقابل أتعشم أن يمتثل أؤلئك الراغبون فى الرد أو التعليق على هذه
المقالة الإلتزام بمبادىء المسئولية الأخلاقية فى إبراز الحقائق على
علاتها، خالية من التلفيق والتشويه.
كما أتمنى أن يمتثل هؤلاء الأشخاص للشجاعة الأدبية، وذلك من خلال
الكتابة بأسمائهم الحقيقية، وعدم اللجوء لأسلوب التوارى خلف أسماء
مستعارة يصعب محاسبتها على ما تكتبه من أباطيل، وتُفسد ـ من ناحية
أُخرى ـ الفرصة على الجميع لإثراء حوار جاد ومسئول حول أحداث هامة من
تاريخنا الليبي المعاصر.
** * **
الإعلان عن تأسيس الإتحاد الدستوري ..
بدأت حملة الإعلان عن الإتحاد الدستوري بكرت
تهنئة بعيد الأضحى المبارك، يحتوى فى داخله على
البيان التأسيسي للإتحاد الدستوري الليبي[1]،
وقد تم توزيعه بصورة مكثفة على المواطنيين الليبيين فى الخارج والداخل.
فقد وصلت ـ فى هذا الصدد ـ عدد
الرسائل الموجهة من الإتحاد الدستوري الليبي لعموم الليبيين ـ لإعلامهم
بتأسيسه وبرنامجه المرسوم وأهدافه المأمولة ـ إلى الآف الرسائل، حيث تم
لنا الحصول على قوائم بأسماء وعناوين أعداد كبيرة من
الليبيين المقيمين بمصر، وكان عددهم يصل ـ فى تلك الآونة ـ إلى بضعة
الآف، فقمنا بمراسلتهم فى إطار هذا الشأن.
ومن ناحية أخرى، حصلنا على قوائم بأسماء وعناوين أعداد كبيرة من الطلبة الدارسين فى المملكة المتحدة البريطانية
والولايات المتحدة الأمريكية[2]، حيث
تم
مراسلاتهم ـ هم أيضاً ـ بنفس الخصوص.
ثم أخيراً قمنا بإرسال الآف الخطابات التى تحمل المعلومات المعنية إلى
أرقام صناديق البريد الرئيسية فى المدن الليبية بأسماء وهمية، وذلك حتى
يتم ضمان وصولها لأصحاب صناديق البريد، وفى نفس الوقت يتم ضمان سلامتهم
الشخصية، وعدم الإضرار بهم، حيث يمكن لهم ـ إذا تم ضبط تلك الخطابات من
قبل السلطات الغاشمة ـ التنصل منها لكونها موجهة لأسماء مجهولة لا تمت
لهم بصلة. وقد علمنا ـ فى حينه ـ من بعض الأفراد فى الداخل بأن
مراسلاتنا فى هذا الصدد قد حققت النجاح المطلوب.
** * **
هذا على المستوى العام، أما على المستوى الخاص فقد قمنا بحملة
إتصالات بكافة تنظيمات وفصائل المعارضة
والشخصيات الإعتبارية الليبية لإعلامهم بنبأ تأسيس الإتحاد الدستوري
الليبي، من خلال مراسلات حملت فى طياتها شرحاً وافياً للمبادىء
والأهداف التى يقوم عليها الغرض من تأسيسه.
كما قمنا بالإتصال الشخصي عبر التليفونات أو اللقاءات المباشرة مع
الشخصيات التى كانت
تربطنا بهم صلة ومعرفة سابقة، لإبلاغهم بفحوى الأمر، والإستفاضة فى
الشرح لهم عن كنه الإتحاد الدستوري الليبي وأهدافه المرسومة.
وتشكلت هذه المراسلات والإتصالات واللقاءات بخطاب تضمنته منشورات
وكتيبات ثلاث تم إعدادها بعناية فائقة لتوضيح الصورة الكاملة لوجهة
وأهداف الإتحاد الدستوري الليبي، والتى تم إرسالها للأطراف المعنية على
ثلاث دفعات أستغرقتها المدة ما بين السابع من أكتوبر إلى نهاية شهر
ديسمبر 1981م.[3]
وقد صاحب إرسال هذه الخطابات الإعلانية المشتملة على الكتيبات الثلاث
تغطية إعلامية فى بعض وسائل الإعلام المقروئة، التى أنبأت المهتمين ومن
يهمهم الأمر ـ فى حينه ـ عن قيام الإتحاد الدستوري الليبي.
** * **
ردود
الفعـل ..
على
غير المتوقع، لم يكثرث الكثيرون من بين العشرات الذين تم الإتصال بهم
بصفة شخصية لإعلامهم بقيام الإتحاد الدستوري الليبي بالرد أو
الإستجابة، وفى نفس الوقت أختلفت ردود فعل الذين أولوا قسطاً من
الإهتمام بالرد على الرسائل التى بُعثت لهم فى هذا الشأن.
وقد أنقسمت الردود بحسب السمات الفكرية والنفسية المكونة لشخصيات
أصحابها، الذين كان بعضهم على قدر
عال من الحس والمسئولية الوطنية، وقدر من الذكاء والوعي فى فهم التصور
الذى طرحه الإتحاد الدستوري الليبي، والقدرة على رؤية تأثير أبعاده على
مستقبل القضية الوطنية.
فى حين أنه
لم
تخلو ردود فعل بعضهم من الإتسام بالشوفنية
وإثرة المصالح الشخصية والسياسية على حساب مصلحة القضية الوطنية، بحيث
كانت تحرك دوافعهم مأرب ذاتية وأجندة خاصة.
بينما كان بعضهم الآخر تحركه وتدفعه العصبية العائلية والقبلية، دون
إعتبار
أو إكتراث لمصلحة الوطن وقضاياه الأساسية.
وسأتحدث فيما سيلي عن ردود فعل كافة هذه الأنماط التى مثلتها بعض
شخصيات المعارضة الليبية فى الخارج، والتى تم مراسلتها من قبل مؤسسي
الإتحاد الدستوري الليبي، ومن ثم الإلتقاء بها فى فترة الإعلان عن
تأسيسه والفترة اللاحقه له.
وذلك من أجل جمع لواء المعارضة الليبية تحت مظلة واحدة تملك فى ثنايا
برنامجها صك الشرعية القانونية الذى يتيح لها محاربة النظام العسكري
الحاكم عبر سبل الشرعية القانونية الدولية، ويمنح القضية الليبية أسلحة
فعالة، قادرة على إسقاط هذا النظام الفاسد وإحلال الشرعية المهدورة عبر
المحافل الدولية المختصة.
** * **
عمر الشلحي ....
مثلما
نوهت فى الجزء السابق، فإن علاقتي بالسيد عمر الشلحي قد أصابها
الجفاء وإعتراها الفتور قبل أن يُكتب لها النشوء والتوطد.
وكما يقال فى الأمثال بأن الزمن هو أكثر العوامل قدرة على تخفيف حدة
الجفاء فى قلوب الناس. وهذا ما حدث، فقد كان للقاءاتي به أثناء زياراتي
المتتابعة للملك إدريس ـ التى دأبت طوال فترة حياته فى المواظبة
عليها ـ أثرها البالغ فى تليين الفتور الذى ناصبني به السيد عمر
الشلحي.
فقد أستشف الشلحي، مع مرور الأيام وتكرار تلك الزيارات، وإطلاعه
على مطبوعات ومنشورات الإتحاد الدستوري الليبي، صدق نوايا توجهي،
فأرتاحت نفسه ـ بذلك ـ إلى أني لست دخيلا
أو متطفلا أقحمت نفسي على الملك من أجل تحقيق أغراض خاصة، فقد أثبت له
الواقع بجلاء رؤيته ويقينه بأن غرضي من وراء الإقتراب من الملك
إدريس لا يتعد المحبة الصادقة والرغبة فى تحقيق مصلحة الوطن
المشتركة.
ومن هنا، بدأت مشاعر الود فى نفسه تتغلب على مشاعر الجفاء
والفتور والقطيعة، فتولدت بيننا علاقة طيبة، صارت تأخذ لها ـ مع تعاقب
الوقت ـ شكل الصداقة الحميمة، تبادلنا خلالها الزيارات، والمراسلات،
والمكالمات التليفونية.
ولعله من الجدير بالذكر هنا، الإشارة إلى أنه على الرغم من توطد أواصر
الصداقة بيني وبين السيد عمر الشلحي، إلاّ أنها لم تتعد فى يومٍ
دائرة العلاقة الشخصية، حيث لم ينشأ بيننا أي نوع من التعاون فى مجال
النشاطات السياسية.
وقد إكتشفت من خلال توثق صداقتنا سمتين بارزتين فى شخصيته، فقد لاحظت،
فى السمة الأولى، إن نفسه مشبعة بإخلاص وولاء للوطن لا نظير له،
وفى السمة الثانية التى تضاهى الأولى وتتعداها كان يملك فى ذاته إخلاصا
وولاءا لشخص الملك إدريس لا حدود له.
ولكن السمة الثانية فى شخصية الشلحي ـ التى لم تكن بخافية على
كل من تعامل معه أو أحتك به فى هذا الصدد ـ تحولت إلى رغبة جامحة فى
تملك شخص الملك والإستحواذ عليه، وذلك بالمعنى المطلق لهذه
الكلمات.
وولدت فى نفسه مشاعر من الغيرة العمياء التى ـ كانت فى كثير من الأحيان
ـ تخرجه عن طوره عندما يحس بوجود من ينافسه على نيل رضا الملك
ووده وإعزازه.
ولعل هذا ـ هو ـ السبب الذى دفعني إلى الحرص فى التعامل بدبلوماسية
مرهفة وشديدة الحساسية، عندما كان يتعلق الأمر بهذا الشأن. فحرصت طوال
فترة صداقتي بالسيد عمر الشلحي أن لا يبدر مني مايثير زعله
وغيظه فى هذا الخصوص.
ومن ثمة، لم يكن فى الأفق ما يبشر أو يبرر حدوث ما يُعكر صفو تلك
الصداقة الناشئة، ولكن الأمور ـ فى بعض الأحيان ـ تجرى بما لا تشتهيه
الأنفس. فقد أنزلق هوى الغضب فى نفس السيد عمر الشلحي إلى منحَى
من العداء الشديد والقطيعة الصارمة غير المبررة، وذلك على إثر نشري
لكتاب
إيريك دي كاندول:
"الملك إدريس عاهل ليبيا، حياته وعصره".[4].
ولعدم أهمية الخوض فى تفاصيل هذا الحدث بالنسبة لسياق موضوعنا، فسوف
أغض الطرف عن الحديث عنه.
والمهم لدينا فى هذا الأمر هنا، إن ذلك الود الذى نما بيني وبين السيد
عمر الشلحي ، وتلك الصداقة الوطيدة التى ربطتنا معاً، قد إنقلبت
موازينها بسبب هذا الحدث إلى عداء مستميت أنهى روابط الصداقة وآل إلى
قطيعة أستمرت ليومنا هذا.
** * **
محمد عثمـان الصيد ..
كما أشرت أعلاه، بأنه قد أتسمت بعض شخصيات المعارضة التى تم مراسلتها
بقدر من الحس بالمسئولية الوطنية، وقدر من الذكاء والوعي فى فهم التصور
المطروح من قبل الإتحاد الدستوري الليبي ورؤية تأثير أبعاده على مستقبل
القضية الوطنية، ولعل السيد محمد عثمان الصيد كان أحد هؤلاء.
لم تكن لي معرفة سابقة بالسيد محمد عثمان الصيد، الذى كان من أوائل
الذين بادروا بالرد على مراسلات الإتحاد الدستوري الليبي، من خلال
مكالمة تليفونية أجراها من المغرب، حيث يقيم بصفة دائمة هناك، وعبر ـ
فى رده ـ عن خالص إعجابه بالفكرة المطروحة وخط التوجه اللذين يكتسيهما
الإتحاد الدستوري الليبي فى خطابه المودع فى كتيباته الثلاث سالفة
الذكر.
وقد أسر لي فى جَيَشانُ إكباره لفكرة
تأسيس الإتحاد الدستوري الليبي ـ عندما أطلع على نصوص خطابه ـ بأنه قد
تمنى لو أن أحد أبنائه هو الذى تفتق عن مثل هذه الفكرة النيرة.
وتوثقت صداقتي ومعرفتي بالسيد محمد عثمان الصيد فى لقاءات كانت تتجدد
مع تواتر الزمن، والتى عبر فيها مراراً وتكراراً عن تأييده لتوجه
الإتحاد الدستوري الليبي وأهدافه المأمولة، لكنه بحكم وضعه كلاجىء
سياسي فى المغرب، يصعب عليه الإنخراط فى أية نشاطات سياسية فى هذا
المضمار.
ولقد كان كافياً بالنسبة لي فى هذا الصدد أن أنال من السيد محمد عثمان
الصيد مؤازرته
المعنوية، ومعرفته وصداقته الكريمة.
** * **
عبد
الحميد البكوش ..
لم
أحظ بمعرفة
الأستاذ عبد الحميد البكوش عن قرب قبل تأسيس الإتحاد الدستوري الليبي،
ولكن علاقتي به توطدت بدرجة حميمة بعد تبادل المراسلات بيننا، والتى
توجت بعد فترة وجيزة بلقاءات شخصية ـ تمت بيننا ـ فى مدينتي مانشستر
والقاهرة.[5]
وقد كان الأ ستاذ عبد الحميد البكوش من بين المبادرين الأوائل الذين
أهتموا بالرد على مراسلات الإعلان عن تأسيس الإتحاد الدستوري الليبي.
ولم يكن رده ـ فى هذا الصدد ـ قد تم عبر التليفون أو من خلال رسائل
مكتوبة فحسب، بل كان لقاءاً شخصياً تم فى بيتي بمدينة مانشستر
البريطانية.
فقد تلقيت من الأستاذ عبد الحميد البكوش مكالمة فى شهر يوليو سنة
1982م، الموافق لشهر رمضان الكريم، يُعلمني فيها بأنه قد تلقى رسائلي
حول تأسيس الإتحاد الدستوري الليبي، وأنه
متواجد حالياً بمدينة لندن التى سيتوجه منها إلى مانشستر للإلتقاء بي
والتحدث معي فى الأمر المعني عن قرب.
يتبع
..
محمد بن غلبون
1 يوليو
2006
chairman@libyanconstitutionalunion.net
[1]
كان كرت المعايدة الذى تم إرساله لغالبية الشخصيات الليبية يحمل فى
إحدى صفحتيه بيان تأسيس الإتحاد الدستوري الليبي، بينما تحمل الصفحة
الأخرى منه صورة للملك إدريس، ولهذه الصورة قصة سيأتي على ذكرها فى
موضع آخر من هذه المقالة. (مرفق أدناه نسخة من الكرت المنوه عنه
: ملحق رقم 1)
[2]
لقد تم لنا الحصول على قوائم بأسماء وعناوين
عدد كبير
من
الطلبة الدارسين
فى بريطانيا وأمريكا عن طريق فرع الإتحاد
العام لطلبة ليبيا ببريطانيا، الذى كان شقيقي هشام أحد
الأعضاء المؤسسين له.
[3] تم إعداد هذه الكتيبات، ومن ثم إرسالها فى ثلاث
مناسبات متعاقبة، كان أولها السابع من أكتوبر 1981م والذى توافق مع
حلول عيد الأضحى المبارك لتلك السنة، والثاني كان فى الحادي والعشرون
من نوفمبر من نفس السنة والذى توافق مع
ذكرى قرار الأمم المتحدة باستقلال ليبيا، والثالث كان فى يوم الرابع والعشرون من ديسمبر
لتلك السنة والذى توافق مع
الذكرى
الثلاثون
لعيد
إستقلال ليبيا. يمكن للقارىء الإطلاع على
هذه الكتيبات المنشورة على صفحات موقع الإتحاد الدستوري الليبي، على
الرابط التالي:
http://www.lcu-libya.co.uk/aims.htm
[4]
إيريك
أرمر فولي دي كاندول:
" الملك إدريس عاهل ليبيا: حياته وعصره ". قام بنشره وأشرف على
ترجمته إلى اللغة العربية محمد عبده بن غلبون ، مانشستر ـ
1989م.
يجدر فى هذا
الإطار التنويه إلى أن الكتاب المذكور قد صدر لأول مرة فى طبعته
الإنجليزية سنة 1988م، وقد تكفل المؤلف إيريك أرمر فولي دي كاندول
بنفقات طبعه فى عدد لم يتجاوز مئتين وخمسين نسخة، وقد إضطر مؤلفه
لإصدار هذا العدد المتواضع بعد أن باءت محاولاته مع دور النشر المختلفة
لترجمته ونشره باللغة العربية بالفشل. وكانت طباعة هذا الكتاب ونشره فى
عدده المحدود هو لفتة من الوفاء والإخلاص قدمها المؤلف لصديقه الملك
الراحل إدريس السنوسي.
وقد قام صديقي
الأستاذ محمد حسين القزيري بترجمة الكتاب المذكور، ليتسنى لي ـ
من بعد ذلك ـ طبعه ونشره فى سنة 1989م، وذلك بعد حصولي على موافقة وإذن
المؤلف فى هذا الخصوص. وقمت بعدئذ بتوزيعه مجاناً على الأصدقاء
والباحثين والمهتمين بدراسة التاريخ الليبي المعاصر، كما قمت بإرسال
نسخ منه لعدد كبير من المكتبات العامة والجامعات المتخصصة فى الدول
العربية وأوروبا وأمريكا لتعميم الفائدة، وكهدية مبتغاها تكريم ذكرى
الملك الراحل والتعريف بسيرته النقية ومناقبه الحسنة، ولتصبح
المعلومات القيّمة التي احتواها مصدرا للباحثين وكتاّب التاريخ.
قمت فى شهر
مايو من عام 1990م بإعادة طبع النسخة الإنجليزية والعربية معاً، وقد
ساهم فى تكاليف الطبع والنشر شخصان من رجال ليبيا الغيورين على المصلحة
الوطنية، اللذان طلبا مني عدم ذكر اسميهما لدواع أمنية. وقد تم توزيع
هاتين الطبعتين بنفس الكيفية السابقة.
[5]
كانت أولى الرسائل التى وجهت للإستاذ عبد الحميد البكوش بخصوص تعريفه
ببرنامج وأهداف الإتحاد الدستوري الليبي قد تم إرسالها فى الرابع
والعشرين من شهر فبراير سنة 1982م.
(مرفق أدناه نسخة مصورة من تلك الرسالة
: ملحق رقم 2).
|