الشيّ بالشيّ يُذكر
حكاية السبع والقرد والكلب
--------------------------------
وساطة ما يسمّى "منظمة القذافي لحقوق الإنسان" التي
يرأسها أحد أبناء القذافي في إطلاق سراح 107 مواطنا ليبيا من
معتقلات أبيه ذكّرتني بحكاية "السّبع والقرد والكلب" التي ترويها
عجائز بلادنا ضمن قصص الأساطير والخرّافات المتداولة.
وتحكى هذه "الخرّافة" التي دارت أحداثها في إحدى
غابات العالم الثالث بان حمى التنافس بين كبار القردة وفحولهم لشغل
منصب زعيم القرود الذي شغر بعد موت زعيمهم الحالي قد ارتفع سعر وطيسه
.
وفي أعراف القرود لا يصل إلى منصب الزعامة إلا القرد
الذي يستطيع أن يهزم كافة أقرانه المتطلعين لشغل هذا المنصب الرفيع،
فلابد للزعيم المرتقب من أن يثبت لجميع القرود بأنه هو المرشح الأقوى
والأصلح لتبوّء كرسي زعامتهم وذلك من خلال تغلبه على كافة منافسيه،
ليملك بعد ذلك زمام السيطرة على جميع قرود الغابة ويحكمها ويتحكم
فيها كيفما يشاء مادام.قادرا على حماية نفسه ومنصبه من الطامعين
والمتحديين.
وفي أعراف القرود كذلك، ما أن يتم حسم الأمر لصالح
القرد القاهر حتى يقوم بالإعلان عن تنصيب نفسه زعيماً على بقية
القرود، فيصطف له من تبقّى من الذكور مطأطأين رؤوسهم لإظهار الخضوع
والطاعة. ثم مواجهته بأعقابهم للبرهنة على الخنوع التام والاستكانة
لسطوته. وبذلك يصبح القرد المنتصر ـ رسمياً ـ الزعيم الجديد الذي
تدين له كافة قرود الغابة بالولاء والطاعة. وعندئذ يستهل عهده الجديد
بمجامعة إناث القرود اللاتي يصبحن منذ تلك اللحظة ضمن ممتلكاته التي
يحق له أن يفعل فيها ما يشاء.
وهكذا فبمجرد أن مات الزعيم السابق لقرود الغابة
احتدمت الشجارات الضارية بين فحول القرود التي استمرت معاركها
لأسابيع عديدة سالت خلالها الدماء وساد فيها الرعب وعمت الفوضى وساءت
أحوال المستضعفين.
وبطل هذه "الخرّافة" قرد صغير من حُثالة قرود الغابة،
لا يمكنه المنافسة على المنصب بالطريقة المتعارف عليها بين كبار
القرود، فصغر سنه وضآلة حجمه ومكانته لا تمكنه من ذلك، لكنه من ناحية
أُخرى كان يملك المكر والحيلة والقدرة على التآمر الخبيث، ولذا فقد
قرر أن يعتمد على هذه القدرات لتكون وسيلته في غور رحى معركة التنافس
للوصول إلى منصب زعيم القرود.
وتفتق ذهن قردنا الخبيث على حيلة ماكرة توجه بها إلى
ملك الغابة .
واقترب القرد الخبيث من الأسد الذي كان مسترخياً تحت
إحدى الأشجار طلباً للراحة بعد أن فرغ لتوه من التهام وجبة إفطاره.
صاح القرد الخبيث بأعلى صوته مستغيثا ومستنجداً:
·
"دونك لنّا يا بوالسّباع !! .. يا ملك الغابة .. دونك
لنّا" .
رفع الأسد رأسه المسندة على ظهر سواعده والتفت إلى
مصدر الصوت ثم قال بغضب:
·
" كنّك يا عطيب القرود ؟ صباح الله قبل صباحك ؟ . شن
رماك عليّ في ها الصبح ؟ وكنها حالتك رديّة وخيالك صايف ؟ " .
فأخبره القرد الخبيث بتفاصيل ما يجري بين أفراد رعيته
في ضاحية القرود وحذره مما قد يسببه ذلك من عدم استقرار في الغابة
بأكملها، هذا ناهيك عن الضرر الذي سيلحق بالأسد نفسه من جراء عراك
القرود المتنافسة على الزعامة، فكما هو معروف أن للأسد ولع شديد بلحم
القرود الخالي من الدهون والذي تحن نفسه إليه وتشتهي أكله من حين
لآخر لما له من طعم مميز عن لحوم الأبقار البرية والحمير الوحشية
التي يسبب له الإكثار منها الحموضة. وإن كان يصعب عليه اقتناصها لخفة
حركتها وحذرها الشديد وقدرتها السريعة على تسلق الأشجار. وأستغل
القرد الخبيث هذا الولع الشديد الذي تتأجج به نفس الأسد للحم القرود
وأخذ يخوفه من أن استمرار الاقتتال بين جموع القرود سيقلل من عددها
ويحذره من أن العراك بينها سيُهزل أجسامها ويؤثر على جودة لحمها ،
وقال له بأنه لديه حلاً إن وافق الأسد عليه فانه سيعود على كليهما
بالفائدة الجمة. وقدم القرد الخبيث للأسد عرضاً سال له لعابه وأغراه
فلم يستطع له رفضاً.
فقد وعده بان يسهل له صيد القرود كلما حنت نفسه
للحمها، إن هو ساعده على حسم الصراع الدائر لصالحه وتنصيبه زعيما
جديدا للقرود. وما أن فرغ القرد الخبيث من طرح عرضه الذي استهوت
فكرته الأسد وشدت انتباهه فقال وأمارات الحيرة ترتسم على محياه:
·
"كيف انديروها هذي ياعطيب القرود وانت ما يرضوش بيك
حتى وشّيري ؟ ". وكان قردنا جاهزا بخطته فقال بلهفة:
·
"مكنّني من شد وثاقك بحبل ثم أقوم بإحضار بعض الشهود
من القرود ليروك مكبلاً فى وثاقك وأدعى لهم أمامك بأنني أنا الذي
قيدك، وبعدها سأصبح أحق قرد في بني قومي بتولي منصب زعامتهم، وحالما
يتم ذلك أعود خلسة بعد غروب الشمس لحل وثاقك ثم نبدو بعدها في
البزنس".
غلب الطمع على ملك الغابة وعطّل تفكيره فوافق بعد أن
أخذ العهد والمواثيق الغليظة على القرد بأن لا يخونه أو ينساه بعد أن
يتولى زعامة القرود وينشغل عنه "بالفيشطة والهيدقة".
عاد القرد مسرعا إلى قومه ووقف في "وسط البياصة" وصاح
بأعلى صوته في القرود طالباً منهم أن يتوقفوا عن العراك لبرهة
ويستمعوا لما يحمله لهم من أمر ذو أهمية قصوى سيغير مجرى الصراع
والتنافس الدائر حول منصب الزعامة وسوف يحسم عملية الاختيار للزعيم
المنتظر. وتجمهرت القرود حول القرد الخبيث متطلعة لهذا الأمر الهام
الذي يحمله لهم، وما أن أحس قردنا بانتباه الجميع وتطلعهم لما سيقوله
حتى شرع يخطب فيهم، وقد كان يهوى الخطابة ويجيدها بمعايير قردة
العالم الثالث:
·
"أيها الإخوة .. إن من يشد وثاق الأسد ويكفينا شره
هو من يستحق الزعامة وقيادة جماهير القردة".
فسخر منه
أقرانه، وضحكت عليه صغار القردة ولم يلتفت إليه أي من الفحول.
·
"من يقدر ايكتـّف ملك الغابة يا عطيب القرود يازاطل؟" قالت له إحدى
العجائز وقد قطّعت خدودها حزنا على ذكرها الذي لقي حتفه على يد أحد
المتنافسين الأشد قوّة.
·
"أنا يا حنـّي " ردّ عليها قردنا متصنعاً الأدب، "أنا ختلته وكتفته،
وأونهو امطوّح جنب الوشكة اللي يلا مسرب الميه يجض وحالته رديّة،
وبعدين يا حني الهزوة راهي مش باهية، وكيف مايقولوا جدودنا لوّلين
القرود محاظر مش مناظر".
·
"انعنتالاّ عليك يا كذاب ياسفيه، يلاّ انتلف من هنا بلا لعب افروخ،
مش ناقص علينا الاّ انت في هاليّام السود." نهرته إحدى العجائز التي
كانت تعزّي أرملة الفقيد.
ولكن القرد الخبيث أصر على انه صادق في كل كلمة
قالها، وتحدى الجميع في أن يرسلوا معه نفراً منهم ليتحققوا من صدق
قوله ويروا بأم أعينهم الأسد وهو ملقى على الأرض مثل الكلاب عاجزاً
عن الحركة بفعل القيود التي كبله بها.
نجح القرد الخبيث في إقناع البعض من جمهرة القرود
اليائسة فوافقوا على إرسال وفداً من أراذلهم للتحقق من إدعاءاته
بتكبيل ملك الغابة، بينما واصل الفحول معاركهم الضارية غير آبهين به.
وما أن وصل الوفد إلى "الوشكة" التي بجانب مسرب الماء
حتى وجدوا "بوالسّباع" امكتّف فعلا وعاجز حتى عن حك أرنبة أنفه.
فاقترب منه بعض القرود وقاموا ببعض الحركات الإستفزازية الخسيسة
والدنيئة المعهودة في طبع القرود وذلك للتأكد من أن وثاقه معقود
بإحكام، وتأكد لهم فعلاً بان ملك الغابة ليس عاجزا تماما عن مهاجمتهم
فحسب بل انه أيضاً عاجز عن درئهم والدفاع عن نفسه. زغردت القردة
العجوز الحزينة التي كانت ترافق النفر الذين حضروا للتأكد من صدق
مزاعم القرد الخبيث وهلل بقية أعضاء الوفد، وعاد قردنا محمولا على
الأكتاف ليصبح فجأة "زعيم القرود" بلا منازع .
وقف عطيب القرود سابقا وزعيمهم حاليا خطيبا مرة أخرى
(وكان يعشق الخطابة) فوعد بتقسيم خيرات الغابة بالتساوي بين أفراد
قومه، و بتحقيق الوحدة بين قرود تلك الغابة وبقية قرود ونسانيس، وحتى
غوريللات، العالم، وبتحرير قرود الغابة وكافة قرود الأرض من بقية
الطغاة وخص "البَبْر" بالويل والوعيد وحلف بالطلاق بالثلاثة أن ينزع
أضراسه ويخليه بلا سنون بيش معش يقدر ايضوق اللحم ويكمل عقاب عمره
ايمصّ في ريقه". (ولم ينتبه أي من الحاضرين إلى أن القرد لم يكن
متزوجا حتى يحلف بالطلاق).
وفي غمرة احتفاله بالنصر والزعامة ، وانشغاله بإشباع
شبقه من إناث القرود اللاتي أصبحن ملكاً له، نسي قردنا اتفاقه الذي
أبرمه مع ملك الغابة المقيد بجانب "الوشكة" تحت سعير أشعة شمس
الظهيرة الحارقة .
قضى ملك الغابة تلك الليلة الطويلة يُسلي نفسه بعد
نجومها ومقارنتها بنجوم "القايلة" التي سبقتها منتظرا مجئ زعيم
القرود الجديد لفك وثاقه وقد عرف لأول مرة في حياته معنى المثل
الشائع "أطول من ليلة بلا عَشا".
أصبح الصبح ، وتلته "قايلة" حارقة أخرى ثم ليلة ثانية
وثالثة تأكد خلالها الأسد بأن القرد لن يعود لحل وثاقه وأنه صدق من
قال "مُخطئٌ من ظنّ يوما أن (للقرد) دينا"، فعلى زئيره تحت وطأة
الجوع الذي لم يعتاده والغضب من "ختلة" أحقر حيوانات الغابة له وهو
من كان يُعرف عنه أنه "يبيع القرد ويضحك علّي شاريه".
جذب زئير الأسد انتباه كلبا فجلس لعدة ساعات يراقب
"تخبيلة" ملك الغابة غير مصدق لما تراه عيناه وتسمعه أذناه. ولكنه
استجمع شجاعته بعد أن تأكد أن الأسد "حاصل بالصحيح" وأن الأمر ليس
مصيدة أو "منداف"، فأقترب من الأسد بحذر وسأله ما الذي أوقعه هذه
الوقعة فأجابه الأسد الغاضب الجائع بما حصل له مع القرد "ابن ستين
قرد". استغرق الكلب بعض الوقت ليستوعب ما حدث ويصدقه، لأن هذا السبع
بالذات كان يُعرف عنه انه شديد الذكاء والفطنة، ولم يكن عجوزا ليصدق
فيه المثل القائل " يكبر السبع ويقعد مضحكة للقرود"، ولكنه هاهو ملقي
أمامه "مكتف و خاري علي روحه و يجض كيف اللبوة اللي اتـّولد".
وهنا تفتقت قريحة الكلب ـ عديم المروءة ـ على فكرة
جهنمية بعد أن رأى في محنة الأسد فرصة استثمارية لن يجوع بعدها أبدا.
أقترب الكلب من الأسد وقال له :
·
" ايش قولك يا بو السّباع في اللي يفك قيدك ويستر
عليك ؟" .
فرد الأسد مستجدياً بلهفة شديدة بعد ان لاحت له
أمارات الفرج :
·
"أنا دخيلك يا ريّ. فكني والّلي تبّيها منّي حاضر".
فقال الكلب بتوجس :
·
"لكن يا بوسّباع انت لك أكثر من ثلاث أيام ما ضقت
القوت، بالك أنا نفكّك من هنا وانت تحل بيّا صيامك من هنا ؟".
فرد الأسد بنبرة جازمة :
·
"عليّ الطلاق ما تخاف، غير حلني وعليك الأمان" .
وما أن تأكد الكلب من صدق وعيد الأسد وأخذ عليه العهد
بان لا يغدر به وحلّفه بتربة أمّه "اللبوة اخويرة الهتشة" التي كان
الأسد لا يحنث بيمين الحلفان بتربتها، حتى شرع الكلب بفك وثاقه وهو
يحلم بنفسه يمشى بمحاذاته أينما حل وأينما رحل، وكانت تداعب خياله
فكرة رؤية نفسه وهو يُشارك الأسد في أكل صيده، ومجرد استعراضه لهذه
الصور وما سيترتب عنها من تفوقه الفوري على اخوته وأقرانه من الكلاب
وأصنافها المتملقة العديدة كان يغمره شعور بالزهو والنشوة والعظمة.
واستغرقت عملية فك وثاق الأسد وقتاً طويلاًً وأخذت من الكلب جهداً
شاقاً بسبب شدة إحكام القيود وصرامة عقدها، فقد أحكم "عطيب القرود"
ومن بعده أعضاء الوفد وثاق الأسد وزادوا قيوده تعقيداً، و"كتفوه
تكتيفة شماتة"، ولكن الكلب نجح في النهاية من قطع الحبال وتحرير
الأسد الحزين المُهان بعد أن استعان بـ "سمسيمة" وجدها على حافة
المسرب.
نهض الأسد ومطّ جسمه من أثر رقدته الطويلة التي
أمضاها في القيد ونفض عن جسمه غباره ثم اتجه مسرعا لمسرب الماء
للإغتسال من البول والقاذورات التي تراكمت عليه خلال الثلاثة أيام
الماضية ، وقام بتنظيف لحيته من أثار "تحنيك" وفد القرود الملاعين له
وحكهم "لمقاعدهم المزفـّرة" على لُبدته وأعلى رأسه وظهره . ثم رشف
بعض جرعات من الماء وبدأ في السير بخطى سريعة بقدر ما مكنته منه قواه
الخائرة ومعنوياته المنكسرة، بينما كان الكلب ـ عديم المروءة ـ على
يمينه لا تكاد أقدامه تلمس الأرض من الزهو والخيلاء.
مر الأسد ورفيقه بمجموعة من الأرانب ثم بغيرها من
حيوانات الغابة الصغيرة الحجم والسهلة الإصطياد بالنسبة لغضنفر جائع،
ولكن الأسد لم يلتفت إليها أو يعرها أهتماماً وكأنه لم يرها .
فقال عديم المروءة لنفسه أن الأسد جائع جدا وهو
بالتأكيد لن يضيع جهده في اصطياد هذه الحيوانات الحقيرة التي لا تشبع
ولا تغني من جوع، وأخذ يُمنّي النفس بان هذا الأسد لم يتعفف على صغار
طرائد الصيد التي مروا بها إلا لأنه يوفر ما تبقى من قوته لوليمة
كبرى يريد ان يُكرم بها نفسه بعد صيامه لثلاثة أيام متلاحقة، ولابد
أن تكون وليمته هذه "حاجة تستاهل" كمثل وعل أو غزال أو هكذا مما أسال
لعابه وزاد من شعوره بالنشوة .
وبعد بضع خطوات مر بهما قطيع غزلان تمتلئ أجسادها
باللحم والشحم إلى حد الانبعاج، لكن الأسد لم يأبه لها حتى ولو بمجرد
النظر إليها، فظن الكلب "اللقاق" أن الأسد ربما ضعف نظره من "الجوع
وصهد القوايل". وزادت شكوك الكلب ومخاوفه عندما عاد ذلك القطيع
الشارد من الناحية الثانية فيما يبدو أنه يحاول الهرب من صياد آخر
يلاحقة من جانب الغابة الآخر، لكن الأسد ظل سائرا بدون أن يعره أي
اهتمام أو تتغير رتابة خطواته.
·
"إيّيّه شوره الراجل قعد نباتي والا شن دوّته؟" . حدث
اللقاق نفسه ساخطا ومتذمرا، ومما زاد في حيرته وريبته أن الأسد كان
متجها نحو حدود الغابة كما لو كان ينوي مغادرتها.
وهنا صاح الكلب عديم المروءة بمزيج من القلق
والإرتباك والسوقية من مجرد احتمال صدق الهواجس التي بدأت تراود
فكره، وهو الذي لم يكن يختلف كثيرا عن القرد في وضاعته ورداءة معدنه:
·
"احم احم يآ.. بوسّباع … علي يمينك .. حمار الوحش
على يمينك .. ، إيسارك … إيسارك.. شلاق لكباش … أيه يا خينا .. هيه
يا ... وين ماشي ؟" .
ولكن الأسد لم يلتفت ولم يعلق ولم يبطئ في سيره
الحثيث حتى وصل إلي نهاية حدود الغابة. عندها التفت إلى الكلب عديم
المروءة وقال له:
·
"الغابة اللي فيها القرد يربط والكلب يحلّ ما فيهاش
مكان لسبع".
هشام بن غلبـون
7 سبتمبر 2001
ملحق… "الشـيّ بالشـيّ يُـذكر"
حكاية السبع والقرد والكلب
http://www.libyanet.com/v09sep1d.htm
نبّهني ردّ القارئ "الهاجّ" على رسالتي المنشورة على هذه الصفحة تحت
العنوان المذكور أعلاه إلى احتمال فهم ما يرمز له السّبع في هذه
"الخرّافة" فهما غير ما هو مقصود.
ولمزيد من الإيضاح فإن الرمز بالسـبع هو إلى الشعب بأكمله. ومغـادرة
السـبع للغابة - التي أصبح فيها "القرد يربط والكلب إيحلّ"- هو ما
نراه من عزوف المواطن الليبي عن دعم النظام الحاكم والتعامل معه
كنظام شرعيّ يمثله. وابتعاده عن ساحة الأحداث، وامتناعه عن التفاعل
الإيجابي معه والمساهمة الطوعية في سياساته، مهما كان شكل هذا الغياب
أوصورته، وذلك بعد أن أُهين وسُلبت سيادته وفقد ملكيّته لوطنه.
هشام بن غلبـون
|