الجزء الثالث:
هجرة اليهود من ليبيا كما وردت في الوثائق (3 من 3)
تقارير الشرطة اكدت وجود اتصالات شجعت اليهود على الشغب
"الحيـاة" : 23 أيلول (سبتمبر) 1997 الموافق 22 جمادي الأولى
1418 هـ (العدد رقم : 12625)
تقديم الصحيفة للجزء الثالث
"نشرنا في حلقة أمس تقرير القنصل حول الاضطرابات التي جرت في
طرابلس الغرب بسبب مشادة حصلت في أحد الشوارع. وننشر اليوم في
الحلقة الثالثة والأخيرة تقرير الشرطة حول الحوادث".
*** *** ***
الوثيقة السابعة:
ملحق لتقرير
الشرطة عن اضطرابات 12 يونية 1948
اعده الكولونيل
: أ. سوندرز، المدير
العام للشرطة
الشؤون اليهودية:
أولاً:
1)
في لقاء عقد بين اللجان العربية
واليهودية في الرابع عشر من يونية، اعلنت الاخيرة
عن عدم
ثقتها
برجال الشرطة العرب بزعم انهم وقفوا مكتوفي الايدي حينما قامت
الغوغاء
باعمال السرقة والقتل
والحريق.
2)
في يوم الخامس عشر من
يونية تم تقديم شكوى مكتوبة الى رئيس الادارة (البريطانية)
واخرى
شفهية
الى القيادة العليا للشؤون المدنية، ومدير شرطة
طرابلس، والى
"الكابتن ستانلي"
وضابطي دائرة
الاعلام السادة
"برمر"
و
"جاردنر"،
والى ضباط مراكز شرطة السوق
والغربية، ادعوا من خلالها ان
الشرطة العربية فشلت في تأدية واجباتها في
يومي الثاني عشر والثالث عشر من
يونية
ثانيـاً:
1)
ان تقرير الشرطة الرسمي الذي كتب
اعتمادا على الحقائق سيفند
تلك
المزاعم المغرضة
.
2)
ادخل الى المستشفى اربعة قتلى
واثنا عشر جريحا من
العرب متأثرين برصاصات اطلقت
عليهم. وقد
اثبتت التحقيقات ان قوات الجيش
اطلقت النار على عربي واحد في
اليوم الثالث عشر من يونية وعربيان
اخران في
اليوم الرابع عثسر لخرقهم نظام حظر التجول. كما
قتلت الشرطة البريطانية عربيا
واحدا
وجرحت اثنان اخران. وعليه فان رجال الشرطة المسلمين اطلقوا
الرصاص
على عشرة اشخاص عرب.
ان
هذه الحقائق بحد ذاتها تدحض بعض هذه
الادعاءات.
3)
ان فاعلية رجال الشرطة المسلمين
في تفريق المتظاهرين والمشاغبين ادت الى
حد كبير الى الحد من
حجم الخسائر وحوادث الحريق والسرقة.
كما قاموا بالقاء
القبض على 58
عربيا .
4)
وفي فترة من الفترات كان
هناك 250
لاجئ يهودي
في مركز شرطة السوق، واخرون في
المركز
الغربي
تحت رعاية رجال الشرطة
المسلمين، الذين اعادوهم فيما بعد الى اماكنهم في سيارات
تابعة
للشرطة او
رافقوهم سيرا على الاقدام
.
5)
تمكن رجال الشرطة المسلمين من انقاذ
احد عشر
شخصا ينتمون الى عائلتين يهوديتين من النيران
التي التهمت الطابق الثاني من
بناية كانوا فيها.
6)
اقر كل من رجال قوات جلالة الملكة،
وضباط الشرطة
والمدنيين البريطانيين بفاعلية رجال الشرطة
المسلمين في مساعدتهم لليهود
الذين قرروا مغادرة
المدينة القديمة ونقل ممتلكاتهم
معهم .
7)
انا شخصيا شهدت
من خلال تقرير الشرطة الذي
حررته
بالعناية التي ابداها رجال الشرطة
المسلمين
اتجاه الجرحى اليهود ونقلهم للنساء
اليهوديات الخائفات مع
اطفالهن الى اماكن أمنة
.
8) ان كل ممتلكات اليهود المسروقة التي
صودرت من
السارقين كانت نتيجة لجهود رجال الشرطة.
9) اثار دفن عشرة من الضحايا
اليهود في الساعات الاولى من صباح اليوم الثالث عشر بحضور مصلين
عن الطائفة
اليهودية ورفقة مفرزة من رجال
الشرطة تحت امرة ضابطين بريطانيين، موجة من
الجحود
والتذمر من قبل رئيس الطائفة ثم كبير الحاخامات لاحقا. لقد كان
من
الضروري عدم تأجيل مراسم
الدفن، فقد طلب كبير الحاخامات مسبقا من
ال P.M.O
الاسراع بعملية الدفن، كما ان
كل ذلك كان
لابد ان يتم في اثناء ساعات حظر
التجول.
أُخبر
اقارب الموتى بذلك، وحضر المراسم احد الحاخامات
.وعندما
اعرب رئيس الطائفة عن امله بان تتم المراسم في الساعة العاشرة من
صباح اليوم الرابع
عشر،
وابلغ بانها قد تمت بالفعل في وقت سابق، اجاب بان هذا العمل شئ
"مشين"
وانه
"تدنيس
للمقدسات".
وقد صرح كبير الحاخامات لاحقا برأي مماثل لرأي
رئيس الطائفة
.
ثالثـاً
وفقا لتعليمات مدير الادارة (البريطانية)،
فقد ألحق السيد
"برَمَر" بمكتب
لجنة الطائفة اليهودية من
السادس عشر حتى العشرين من يونية، لغرض
الاستماع الى الشكاوى التي سبق وان تقدم بها رئيس
الطائفة
وكبير الحاخامات
وعدد من اعضاء اللجنة الاخرين الى مركز القيادة، والادارة
العسكرية
البريطانية ، والقيادة العليا للشؤون المدنية وضباط شرطة
الولاية،
والتحقيق في هذه الشكاوى.
رابعـاً
ان موجة الاستغاثة واعطاء
المعلومات غير
الصحيحة، و بث اشاعات تجدد اعمال الشغب،
وما يشابه
ذلك،
هي
جزء لا يتجزأ من الاضطرابات العنصرية. واننا نتعاطف
مع الاقليات التي
تستهدفها
الاضطرابات. ولكن المحاولات المنظمة التي تعمل على تشويه
سمعة قوات
الامن - وهي اشاعات لا
اساس لها - بالاضافة الى محاولات اخرى تعتمد
على
معلومات يُعلم
بانها خاطئة
على
امل دفع
الادارة (البريطانية) لتقديم حماية
اكثر
لبعض
الشخصيات، و لدعم الادعاءات بان
الشرطة
اهملت
واجباتها اتجاه الطائفة اليهودية،
كلها يجب ان تقابل بعدم التشجيع
وبكل
وسيلة ممكنة
.
انني على ثقة بان المئات من اليهود
–ومعظمهم
من النساء والاطفال من
الطبقات الفقيرة - الذين التجؤا
الى قوات الشرطة، وتمتعوا بحمايتهم ومن ثم
أخذوا الى اماكن أمنة وبقوا
فيها يومي الثالث عشر
والرابع
عشر من يونية،
سوف لن يشتكوا من تصرفات رجال
الشرطة المسلمين تجاههم.
وبالتأكيد
فانهم
لم
يظهروا أي تخوف من كونهم تحت
حمايتهم.
انه لمن المؤسف حقا ان يتبع رؤساء
الطائفة نفس الاسلوب الذى اتبعه يهود فلسطين
خلال الثلاثين سنة
الماضية بوضع
العراقيل في وجه المسؤولين عن الأمن. ولو كان هناك
شخص واحد في اللجنة يتحلى
بقوة
الارادة والعدل والرزانة في الامور لبث شعور الثقة بين افراد
الطائفة،
ولخفف من عبء رجال الأمن الذين
حاولوا السيطرة على الوضع. ولكن مساعيهم
كانت تتعرض باستمرار للتثبيط من
قبل رؤساء الطائفة
اليهودية".
[انتهى الاقتباس من الوثيقة السابعة].
*** *** ***
الوثيقة الثامنة:
ملاحظات شخصيّة على فعاليّات الشرطة
اعدها الكولونيل : أ.سوندرز،
المدير العام للشرطة في طرابلس
بتاريخ 19
يونية 1948
"....اعطيت الاوامر للميجور
"ديبين"
لجلب مفرزة من
الشرطة تحت قيادة المفتش الزنتوتي
والدخول الى
شقة في الطابق الاول ببناية في
"فيا
ليوباردي"
كان يجري اقتحامها.
وعندما دخل رجال المفرزة
المسلحون بالعصي
وجدوا 8 أو 9
اشخاص من حثالات
المجتمع وقد انقظوا بالهراوات
على رجل وامرأة
عجوزين بينما انشغل
الاخرون
بسرقة ما في الغرف الاخرى. كما كان هناك عدد من
الشباب والاطفال
في الغرف
الخلفية.
قلّما
رأيت افرادا من الشرطة المسلمين يهاجمون اخوانهم المسلمين بكل
الضراوة
والغضب
من اجل الدفاع عن اليهود. بعد ان اخرجوهم من الشقة ضربا
بالعصي القوا بهم على ثلاث
دفعات من اعلى السلالم ليلتقطهم افراد المفرزة
الاخرون الذين كانوا في
انتظارهم في الخارج.
في ذلك الحين وصل رئيس شرطة
P.T.S
ليشرف
على عملية نقل جثث الموتى الى مركز شرطة السوق
حيث قمت مع
الميجور ديبين بتشخيصهم بينما
قام رئيس شرطة
P.T.S
بتسجيل الملاحظات.
لقد
اعجبت
كثيرا
ايضا بالطريقة التي عامل بها الشرطة المسلمون الجرحى والمصابين
من
اليهود. وعندما
اكتظت المنطقة المحيطة بهذه البناية في
"فيا
ليوباردي"
بكثير
من العوائل اليهودية الذين تركوا
شققهم
بحثا عن مكان أمن. قام رجال الشرطة
هؤلاء بنقلهم الى مركز شرطة
السوق في سيارات الشرطة او
بمرافقتهم سيرا على
الاقدام
.
لقد كان المفتش الزنتوتي خير مثال لرجال الشرطة، وانني لا اعتقد
ان تصرفات الشرطة تجاه الجرحى
والمذعورين كانت كلها بسبب وجود قائد الشرطة
البريطاني والضباط البريطانيين
الاخرين.
كانت هذه الجماهير تتألف
بصورة شبه كاملة
من حثالة القوم الذين هم على استعداد لقتل اخوانهم
المسلمين من اجل سرقتهم
بنفس الشراسة التى اظهروها تجاه
اليهود.
رئيس شرطة طرابلس و رئيس شرطة
P.T.S
وغيرهم
من الضباط البريطانيين
-
ومعظمهم ممن لهم
خبرة سابقة في فلسطين
-
شهدوا
على إنصاف رجال الشرطة وانهم اداروا
مهامهم بكل شجاعة وحكمة
وبلا
تحيز.
ولقد وجدت طوال
تلك الفترة رجال الشرطة المسلمين على
غاية من التأهب
والاستعداد والمقدرة على تحمل
مسؤولياتهم واداء واجباتهم. وانني لا اتردد
في القول بأن مثل هذا الانضباط
والتأهب الذي اظهره رجال
الشرطة انما يعود الى
المُثل
التي تحلى بها الميجور
"لي"
والانطباع الذي تركه عليهم في قيادته
للقوة
واشعارهم بالعمل كمجموعة، وهكذا بنى لهم الاسس الجيدة للعمل
كرجال
للشرطة. ان رجال الشرطة
الليبيين تعلموا ان يضعوا الثقة
بضباطهم وايقنوا
بانهم تحت قيادة جيدة.
ومما يجدر الانتباه له هو انه لم يتغيب
اي فرد من
افراد الشرطة لسبب طبي وانهم
وطلبة مدرسة تدريب
الشرطة الذين تمت الاستعانة بهم، كانوا
في وضع استعدادي مابين الثاني عشر والسادس عشر من
يونية، ولم
ياخذوا
اوقات استراحاتهم الا متى سمحت لهم الظروف بذلك. ولم تظهر منهم
اي شكوى
بل
قاموا بواجباتهم ليلا ونهارا مغتسلين ومحلقين ذقونهم
.
ان
ضباط الشرطة البريطانيين في مدينة طرابلس هم بحق
جماعة على غير المعتاد وان رجال الشرطة
يستحقون
الثناء من قبل الشعب
الذين هم في خدمته
.[انتهى الاقتباس من الوثيقة الثامنة].
*** *** ***
نختتم
ستعراضنا لوضع يهود ليبيا في الاربعينيات،
والاحداث المأساوية التي
لم
يسبق لها مثيل في
تاريخ
البلاد
بأهم تقرير
عن
الموضوع.
وقد حذفت منه بعض
الفقرات التي تعيد سرد
الاحداث لتجنب
التكرار غير المفيد
.
وسنعود
مرة اخرى لتقديم ما يمكن من الوثائق الرسمية التي توضح حال
اليهود في عهد الاستقلال
وفي
ظل المملكة الليبية
[2]
.
*** *** ***
الوثيقة التاسعة:
مقتطفات من الجزء الأول من تقرير القائد الأعلى للادارة
البريطانية بطرابلس
البريجادير تِ .آر. بليكلي
المؤرخ 23 يونية 1948
|