"تأمين الملاحة في البحر الأبيض المتوسط" كانت الذريعة التي دخلت بها
البحرية الأمريكية هذا البحر عام 1794 لبسط النفوذ الأمريكي فيه وعلى
الدول المطلة عليه، ثم احيلت هذه المهمة سنة 1946 إلى الأسطول السادس
الذي انشئ خصيصا لذلك الغرض. ولعل ذلك كان –حقيقة- أحد أهداف التواجد
الأمريكي في البحر الأبيض. ولكن هذا الموضوع لا يهمني ولا هو ما أريد
محاولة بسطه هنا.
انكم عندما مكّنتم المغالون من فعل ما فعلوه بتراثكم الروحي وقبور
أبائكم كان ذلك خياركم الخاص بكم والموقف الذي ارتأيتموه لأنفسكم، ولم
ينجم عنه أي رد فعل من أي جهة خارجية،فقد كان الأمر محلياً بحتاً لا
يؤثر في الآخرين ولا يهم غيركم.
ولكنكم إن مكنتم المغالون وضيوفهم ،الذين نزحوا من مالي والنيجر، من
الجبل الأخضر ليودعوا الصواريخ بعيدة المدى التي غنموها من ترسانة
القذافي في كهوفه المطلة على البحر المتوسط، ويشرفوا بها من هناك على
خطوط سير ناقلات النفط العالمية، فإن ذلك أمر مختلف ولا يهمكم وحدكم.
فعندها ستُهدد الملاحة في البحر الأبيض المتوسط وستقدمون الذريعة –التي
تتحرق لها- البحرية الأمريكية لتثبت للعالم وتتفاخر عليه بأنها كانت
ولا تزال ضامنة الملاحة في هذا البحر بعد أن "يتفخّر" الاسطول السادس
بصواريخه المتفوقة وبتقنياته العالية في الجبل وكُوفه مثلما فعل السلاح
الجوي الأمريكي بالأمس القريب في جبال تورا بورا.
وأترك لكم تخيّل الثمن الذي سيدفعه شعبنا والمسؤلية التي ستتحملها
بلادنا.
ومالم تسارع الدولة بوضع الجبل في عهدتها العسكرية فإن هذا السيناريو
آتٍ لا محالة
|